الأحد، ٢٤ فبراير ٢٠٠٨

افتقد الأصدقاء


مش كتير ربنا بينعم على الانسان ببنى آدمين يدخلوا حياته ويخلوها أحسن..احتمالها أسهل..وفهمها فى أحيان كتيرة مش مهم لأن "الصحبة الحلوة أهم حاجة".
وفى حياتى الحمد لله مررت بكثير من علاقات الزمالة،والمعارف،والأصحاب، ومشاريع الصادقة الفاشلة.
قررت اليوم أن أكتب عن أصدقائى..لا أعلم لماذا بالتحديد ربما لاحساسى الشديد بالوحدة بسبب روتين العمل اليومى الذى فرقنا جميعا وجعل لقاءنا لحظات استثنائية؛ ربما لأننى من الشخوص الذين لا يستطيعون السؤال على أحبائهم بشكل منتظم ويفيهم حقهم،أو لأنى ببساطة خايفة ان كمان كام سنة من المحتمل أن تتقطع بى السبل أنا وأحدهم؛ أو لهوسى الجديد بتدوين كل ما احس به..وأنا اليوم وفى هذه اللحظة أحب أصدقائى جدا...أقدر وجودهم فى حياتى...أعرف بالتأكيد أنهم من نعم ربى على...اذن هذه التدوينة لأصدقائى:
من البداية ومنذ أكثر من 11 سنة عادت طفلة صغيرة من بلاد الخليج...تاركة ورائها أصدقاء وزملاء كثر للأبد..ومنذ جئت تعرفت على مروة...أتذكر شكلها حينما كنا فى الصف الخامس الابتدائى، مروة بيضا وأمورة وملونة بتعبير أهل مصر..ومليانة زى العبد لله..اتكلمنا من أول لحظة غمرتنى بصداقة وحب متحفظ فى اندفاعه واسترساله يتماشى مع شخصيتها الهادئة المتأنية..مروة فاكرة لما وزعونا على الفصول ورحنا أنا وانتى فصل 2B وقابلنا بقيت العصابة...نورهان ويسراوجيهان وميرهان.
مرت علاقتى بمروة بمشكلة صغيرة جعلتها اول علاقة ناضجة فى حياتى بمعنى أنها لها حدود وشكل وشروط ولحظات تواصل قوية وأزمنة انقطاع لا تعنى القطيعة..مروة كلمتنى من كام يوم على الموبايل وسألت عليا وأكدت دعوتها لى فى بيتهم الجديد فى الشيخ زايد (ان شاء الله حروحلها قريب)؛ شلة الستة ديه مرت بمواقف كتير قوى مع بعض، مواقف فيها براءة وطرافة وغباء وسذاجة وحب ومراهقة وميسرة وكدبة ابريل وحاجات كتير...ثم تقلصت بقدرة القادر لأربعة أساسيين..مروة بحكم بعدها المكانى فى 6 اكتوبر وبعدها الدراسى (مروة دكتورة أسنان) وأيضا لتحفظها الجميل الذى لا تستطتيع سوى أن تحترمه..وميرهان لأننا مررنا بتجربة قاصية معا ونحن فى أولى جامعة اربكت خبرتنا الصغيرة وجرحت قلوبنا البكر..تباعدنا باختيارنا ولكن تبقى الذكرى.
جيهان ونورهان ويسرا...جيجى ونورا وسوسا..نحن الشهود على حياة بعضنا..على كل ما حدث وجعلنا الشخوص التى نحن عليها اليوم...كل حاجة حصلت فى حياة أى واحدة فينا احنا عرفينها ولينا رأى فيها..أعتقد ان مساحة الادعاء فى علاقتنا عند الحد الأدنى الممكن.
كل ما يجمعنا هو حب صافى ومنزه عن أى أغراض...أول مرة أفهم بشكل قاطع ما هو معنى "أحبك فى الله"..كان مع هؤلاء الفتيات الجميلات..نحن مختلفون جدا عن بعضنا البعض..من حيث الهوايات والاهتمامات والميول السياسية وخبراتنا الحياتية..
ولكن تجمعنا حكاوى وقصص لا تحصى: جيهان والصحيان بدرى الصبح أيام ما كنا فى تلتة اعدادى عشان امتحانات الثانوية العامة والمكالمات الطويلة التى تصل لساعات التى كنا نتحدث فيها عن أولى نغبشات الحب فى قلوبنا ورومانسية بريئة تطمح فى شريك رائع كما الأحلام؛ يسرا: أتذكر وقت ما اتحجبت وتدينت واختلافاتنا الجميلة التى أثرت تجربتى وتجربتها ومن المؤكد أنها أضفت على كلمة بنت مسلمة أبعاد جديدة...
نورا: رفيقة الصعلكة الأبدية..المشى فى شوارع القاهرة والأكل على عربية الكبدة والغنى على كوبرى قصر النيل...والقعدة الكئيبة بتاعت تمثال طه حسين...نحلم ونثور ونتناقش ونربى بعض بكل ما تعنيه الكلمة... شلة المدرسة اختصارا..
وبعدين دخلت الكلية "كلية الاعلام"...تعرفت بثلاث بنات رائعين..فيهم طزاجة الحياة وبراءتها وتفتحها الأول على مجتمع جديد وواسع وبه الكثير من التجارب التى تدفعنا لنخوضها..
مى ومنار ونهى...منار من أبسط البنات التى رأيتهم فى حياتى، قادمة من عائلة جميلة ومصرية بحق..منار علمتنى أن العائلة وكيانها المستقر شئ يستحق الاحترام والانبهار فى مجتمع ملخبط آخر حاجة..أحلى أكلة محشى عندكوا فى البيت يا منار...فاكرة؟!
مى شابة ضاربها السلك زيى؛ بتحب الحياة والسينما ونفسها تعيش مبسوطة وتاخد مساحة للحركة..رأينا فى الحب والجواز والرجالة وطوحنا واحد بس هى سبقتنى ولقت الفارس والحصان الأبيض...
نهى البنت الاسكندرانية الجدعة اللى عايشة لوحدها فى حى شبرا مصر...تعبر عن معدن بنات البلد ديه النظيف..تدرس وتشتغل الآن...أقصى طموحها تشتغل صحفية أو مراسلة فى فلسطين وتساهم فى الكشف عن مأساة شعب احنا بننساه كل يوم..شلة سنة أولى اللى دخلت قسم علاقات عامة وسابتنى لوحدى فى قسم اذاعة..
زمنيا لازم أتكلم عن هالة..بس عبثا بصراحة..هالة اللى لما موبايلى ضاع ما كنتش قلقانة انى أجيب النمر اللى عليه لأنها معايا فى كل خطوة عارفة تقريبا كل الناس اللى أعرفهم... مع هالة عشنا أربع سنين جامعية لطيفة جدا مليئة بالاكتشاف والخبرات والأشخاص..
هالة كل ما حد يشوفنا يقول علينا الأختين الحلوين هناء وشيرين..ساعات بحس أننا شبه بعض قووى.. اتعلمت منها كتير وفتحتلى أبواب كتير..قراءة وكتابة وحاجات كتير...أول مرة أعرف معنى توأم روح..هالة الواقعية الحالمة ازاى معرفش؟!!
هالة دخلت قسم صحافة وهناك عرفت ناس جميلة جدا..مروة علاء القادمة من ستينيات القرن الماضى بكل أناقته وأخلاقه وعبقه الذى يحسسنى أنى شخص همجى؛ مروة مصطفى..البنت القصيرة الوحيدة اللى صاحبتها بجد (طول عمرى بتلسع من القصيرين: المثل بيقول: احترس من كل ما اقترب من الأرض) بس مروة جواها طيبة تتوزع على ناس كتير...الوحيدة اللى بترنلى..وبتسأل عليا واللى ايقاعها مش واقع زى بقية الشلة..
مها فهمى..اختراع،اكتشاف،غموض، ذكاء، وبعرف اتكلم معاها جدا وبينا أشياء مشتركةJ
شلة صحافة..وكتب خانة: علياء، وانجى،وسارة عباس، ومنى،وعلا، شبابا طموح وجميل وذكى ومثقف وحيكسر الدنيا.
فى قسم الاذاعة والتليفزيون اتعرفت على مجموعة بشر مختلفة جدا..علمونى حاجات كتير، منطلقين، مهيسين، ما بيخافوش يعبروا عن رأيهم خالص، دماغهم جامدة جدا، احتكاكى بالناس ديه كان بشكل يومى بحكم تلت سنين من المحاضرات اللى كل يوم وبعدين عملنا مع بعض نشاط جامد اووى (حاكتب عنه بعدين)، وبعدين عملنا جروب الشماعة 14 بنت طاقة طاقة طاقة...أنا فاكرة اجتماعاتنا عشان نطلع فكرة المشروع والقدرة على الفظيع على التفكير المبدع والجدال المرهق والصوت العالى والضحك الهستيرى والتصوير المتواصل، بنات مستمتعة بأنها بنات، صحيح معظمنا يعانى من حالة حفيان مذهل (بمعنى أننا كلنا مش مرتبطين أو خارجين من قصص فاشلة) بس برضه بنحب الحياة: هبة ومها ونهى ونسمة ونوران وهبة وهبة وسارة وسارة وشيرين ودينا ونهال وعلا بجد بحبكوا اوى اوى اوى.
وبعدين فى أحلى تجارب حياتى الموديلز مش حينفع اتى اتكلمعلى كل حد، لنه فيه ناس كتير عددا وأثرهم كبير فى حياتى بس مش حينفع ما اتكلمش على: حبيبة (المصرية المسافرة الى لبنان وآخذة معها معنى شجنى)، نوارة (أكتر حد اتعلمت منه ومعاه وبيسأل عليا حتى لو مقصرة)، سباركى (أكتر بنت تلقائية وعندها كاريزما فى الدنيا)، نهال رجب (الدماغ الشيك)، هانى وفاطمة وزيزو وندى أيمن ومنة عادل ومها رجب...يااااااااه ناس كتير اوى يحسسوك ان مصر ديه فيها الخير..فيه شباب يفكر ويخلى بكرة أحلى بمنتهى الحماس والاخلاص، ناس بتقرا وعاملة مجهود..ناس بتقول ان النظام التعليمى الفاشل مش حيبوز دماغنا...واحنا لسه عايشين بنتنفس..كل شباب نماذج: الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية...تحياتى...
بس الفكرة أنى أكتب تقرير عن صحابى او اتكلم عن شخوص الفكرة ببساطة...أنى كل ما ببعد شوية عنهم لأسباب الشغل أو روتين الحياة اللى واخد كل واحد فى سكة..بتوحشنى نفسى اللى بتبقى معاهم..بيوحشنى التواصل وكلامنا وحكاياتنا..ضحكتهم..صوتهم..شكلهم..تهييسهم.
..الكلام العميق الصافى واللى تحس روحك كعاه خفيفة وسعيدة...
بس برضه الصحاب مش بس وقت ظريف..مش بس مواقف حلوة..واحشنى وقفتنا جنب بعض..مواقف الجدعنة من كل حد فيهم...واحشنى تفاصيل حياة كانت سهلة وبسيطة وجميلو وسخيفة وكئيبة وفيها كل الحاجات اللى عكس بعض..واحشنى صحابى...واحشنى بجد...

هناك تعليق واحد:

Hamlet يقول...

أحترم ذكرياتك
بعض أصدقائك دول أعرفهم وأحييكي عليهم وعلى اختياراتك الذكية ليهم
مشكلة الحياة العملية انها بتبعدنا عن الناس وعن الدنيا ... بنتحول لموظفين بمعنى الكلمة ... بس الحمد لله يعني
أنا كمان أفتقد الأصدقاء
وأفتقدك بشكل خاص