الخميس، ٢٤ يناير ٢٠٠٨

ليه بنكتب؟!!

كنت قاعدة فى الشغل..وفجأة لقيت نفسى بادخل على الصفحة الرئيسية على المدونة بتاعتى لقيت أنى من يوم 24-4-2007 ما كتبتش أى حاجة..مش بس على المدونة..لأ على أى حاجة..بكتب بدايات أفكار..مواضيع..أحلام..مشاريع، لكن بقلى أكتر من 8 شهور ما كتبتش حاجة كاملة افرح بيها واوريها لصحابى...بسمع أغنية أم كلثوم فكرونى وأنا بكتب دلوقتى لقيت الست بتقول "وافتكرت فرحت واياك اد ايه،وافتكرت كمان يا روحى بعدنا ليه" ما حسيتهاش الا على الكتابة.
لذا أهدى هذه التدوينة الى الكتابة.
لمعرفة لماذ أكتب لابد لى من معرفة ما دفعنى لهذا التساؤل فى البداية، ومن هنا قررت أن اعرف لماذا توقفت عن الكتابة...منذ أكثر من ستة أشهر تركت كلية الاعلام وكلى امل وطموح وتصميم انى سأصبح من علامات العمل الاعلامى مؤكدة لنفسى أولا ولكل من حولى انى لن أقوم بأى تنازلات من حيث الطموح؛ بدأت أسخر من اختيار صديقاتى للعمل فى مراكز خدمة العملاء (ما تخرجناش من الكلية عشان نرد ع التليفون) ثم كانت موجة محاربتى "للردادات" فى حياتى وتقليلى من وجهة نظرهم (احسن القعدة فى البيت، أو انى اخد مصروف من أهلى، أو حتى ان اى شغلانة خبرة أكيد) وفى وقتها كنت فى بيتى ما بين الخروج والقراءة ودبلومة الترجمة فى الجامعة الأمريكية وفقط...أيام أقضيها فى البيت لا أعرف اذا كان اليوم أحد ولا اثنين ولا أربعاء..وبدأت فى احساس الملل ولكن موقفى لم يتبدل..حتى جاءنى عمل كمترجمة فى وكالة أنباء..سعدت جدا أن العمل مع مجموعة من أقرب أصدقائى لنفسى من حيث العاطفة (أحبهم جدا) والعقل (كنا متفقين على مبدأ عدم التنازل والتمسك بشغفنا)...وجاءت لى وأنا هناك فرصة عمر وهى عمل فيلم تسجيلى فى ورشة (سأحكى لكم عنها لاحقا)..وبعدها عدت شاخطة على عملى فى الوكالة لاحساسى الذى تحول الى يقين عن مقدرتنا على الابداع والعمل الجاد..ولكن للأسف الوسط مقفول على ناسه كما يقولون، التليفزيون دخوله مثل عشم ابليس فى الجنة، وأخذت القرار سأترك العمل ومبرراتى كانت منطقية جدا لنفسى وكل من حولى وعدت الى نفس الملل المعهود..كل يوم فى مكان ومع ناس مختلفةوفى موقف جديد ولكن أحس ان هذا غير منتج..أفكار مبتورة، مشاريع ينقصها واقعية التنفيذ، أحلام أصبحت لى كأنها خيالات طفل يعيش فى عالم خيالى يخصه لا علاقة له بكوكب الأرض قاطبة...لا أكتب، لا اقرأ، وحتى لا أعتمد على نفسى فى تأمين احتياجاتى...أصبح واضحا أنى غارقة حتى أذنى فى المنطقة الرمادية بلا بوصلة ولا لون آخر يظهر فى الأفق اتجه نحوه..كأن العالم كله تحول الى كتلة رمادية لا متناهية الأبعاد...قررت أنى سوف أعمل بنفس منطق "الردادة" ولكن ليس فى نفس المجال (هل هو غرور أو استكبار،معرفش).
الآن أعمل فى شركة للخدمات التسويقية المتكاملة..أعمل مع كبرى الشركات العالمية..الفلوس والبيزنس والحملة الاعلانية والعميل والجمهور المستهدف وبيع المنتج وترويجه وزيادة مبيعاته واطلاقه واعادة اطلاقه، المدير..المستر واللبس الفورمال والانجليزى على طوول، والبنات اللى بيشتغلوا يوم واتنين يقفوا على عربية يبيعوها..كل العبث ده ما علاقته بالأفلام التسجيلية ومشاريع الكتابة وأحلام المشروع الاعلامى المتكامل..
ليس له علاقة واضحة..بس أكيد الاحتكاك بالسوق مفيد وأى عمل هو خبرة مضافة ، هذا كله بالاضافة الى المرتب الذى يحقق الاستقلالية المادية...منطق قد يحترمه البعض أو قد يحتقره البعض أو قد يقف البعض منه موقف الموافق أحيانا والرافض أحيانا..ولكن الأكيد أن المشكلة أننا يجب أن نتخذ قرارات لها بعلاقة بمن نحن؟ ماذا نريد؟ وهل يمكن تحقيقه؟ وكيفية الوصول اليه؟

البعض مستمر فى القراءة ويتساءل ما علاقة كل هذا بالكتابة والتساؤل الرئيسى لماذا نكتب؟!
فى اليومين الماضيين تعرضت لمواقف صغيرة، يوم الثلاثاء كنت مع صديقتى مها فى وسط البلد وكنا نتحدث عن الكتابة ووجدت نفسى أكلمها عن مقالات قديمة وقصص قديمة كتبتها وأحسست بالافلاس..عندى 21 سنة وأتحدث عن كتاباتى السابقة فعلا...
و قبلها سألنى أحد الأصدقاء: بتكتبــى؟! قلتله مشاريع أفلام بدايات أفكار؛ ثم سألنى: بتقرى ايه اليومين دول؟ قلتله ببلاهة: بقرا كتب قديمة... كتب قديمة ومقالات قديمة ومشاريع لا تكتمل..أنا لست بهذا العجز ولا الافلاس.. أنا قادرة على الكتابة..
لقد توقفت عن الكتابة لأنى لم أكن احب نفسى بالقدر الكافى فى الفترة الماضية...لم أكن راضية عن اختياراتى ولم أواجه نفسى بهذا...كنت غارقة فى رغبتى الرهيبة للاحساس بالكآبة كأن هذا انجاز او وضع يعطينى كل مبرر لعدم تحمل مسئولية الحلم..
لا أقول انى فى يوم وليلة حللت أزمة الهوية التى تواجهنى وحسمت كل قراراتى ولكننى سأحاول ان أتحمل مسئولية الحلم والكتابة والحياة..

لماذا أكتب؟ لأننى أكون فى قمة تركيزى ولياقتى النفسية والانسانية حين أقوم بهذا الفعل..
هذه التدوينة محاولة لعدم قتل هذه المدونة قبل أن تولد وتعهد بأن احاول أن اتغلب على ضعفى الانسانى وتسجيل أعود اليه بعد سنوات من الآن لأتذكر الرحلة الافعوانية التى ستوصلنى لمكان ومكانة احبها وأقدرها.....


هناك تعليقان (٢):

Unknown يقول...

موضوع حلو أوي، و مؤثر جدا لأنه واصف بالضبط اللي أنا حاسة بيه... أعتقد فعلاً إن الكتابة "فعل حب"، يبدأ أولاً بحب الذات... أتمنى تفضلي تحبي ذاتك على طول :D

غير معرف يقول...

ايوه اخيرا رجعتى لرومانسية الكتابة ، المشكلة انى بحب الكتابة جدااااا بس باخاف من مسئوليتها ، ازاى اكتب حاجة و ناس يدخا عقلها الكلام ده .. مسئولية صح عموما عدى المرحلة دى و خدى بالك مرحلة الاحتكاك بالعالم دى مفيدة للكتابة